عرف الفنانون والحرفيون اللبنانيون كيف يوائمون بين شتى المدارس المعمارية التي عرفها السراي الكبير في أزمنته المتعاقبة، بحيث مزجوا بين الفن العثماني والأوروبي واللبناني والعربي والآسيوي، وزينوا بهذا الفن قاعات السراي وجدرانه وسقوفه ومداخله ونوافذه وشرفاته، في عملية زخرفة تبدأ بالتدرج والتداخل، من المنمنمات والحفر على الخشب، إلى النقش على الحجر، فالحديد المشغول، ثم الرخام والحجر الملون والمطعّم، وذلك تبعاً لوظائف الأماكن والصالات والقاعات والأروقة التي تصل بينها.
المواد المستعملة في جميع الأعمال الحجرية والخشبية والمعدنية كانت لبنانية المصدر، باستثناءات قليلة، كرخام الكارارا وبعض الخشب المستورد من كندا، بينما لم يستعمل الخشب القطراني إلا قليلاً لندرته، واستعيض عنه بخشب الجوز.