عندما خسرت الدولة العثمانية الحرب العالمية الأولى وبعد أن تبلغ عمر الداعوق، رئيس بلدية بيروت يومذاك، برقية من الأمير فيصل بن الشريف حسين بضرورة إعلان الحكومة العربية في بيروت، حضر عمر الداعوق إلى السراي الكبير وأبلغ الوالي العثماني إسماعيل حقي ضرورة إخلاء المدينة، وأُنزل العلم العثماني عن السراي الكبير صباح يوم الأحد في 29 أيلول 1918.
يوم الأربعاء في الثاني من تشرين الأول 1918، بعد يوم على مغادرة العثمانيين بيروت، عينت الحكومة العربية بدمشق عمر الداعوق رئيس بلدية بيروت، مسؤولاً عن البلاد بإسم السلطة العربية. وفي الرابع من تشرين الأول، عند الساعة الرابعة بعد الظهر، احتفل سكان بيروت برفع راية الثورة العربية ذات الألوان الأربعة، الأبيض والأخضر والأحمر والأسود، على السارية المنصوبة فوق مدخل السراي الكبير.
ولكن لم تمر سوى أيام، حتى وصلت الجيوش الحليفة من البر والبحر فاحتلت بيروت وسائر الساحل اللبناني وذلك في الثامن من تشرين الأول سنة 1918.
واستلم الكولونيل الفرنسي "دوبياباب" السراي الكبير وأصبح حاكماً عسكرياً للبلاد معيناً من قبل قائد الجيوش الحليفة الجنرال الإنكليزي اللنبي. وأمر الكولونيل "دوبياباب" بإنزال العلم العربي عن السراي الكبير.