الصرح المتجدد

إستغرق تنفيذ هذا الصرح المتربع على أرض مساحتها 21480 متراً مربعاً المزين بالفنون الشرقية واللبنانية والمزخرف بستمائة وثلاث قناطر، تسعمائة يوم عمل؛ بنى خلاله 34 مهندساً لبنانياً و1150 فنياً وعاملاً، 39,700 متراً مربعاً موزعة على ثلاثة طوابق وبناءٍ سفلي والطابق التقني تحت ثكنة القرميد.

وجمع السراي الكبير 430 غرفة وصالون، إضافة إلى غرف صيانة الكهرباء والميكانيك والمولدات والخدمات وخزّنات المياه والحمّامات، وُزّعت هذه الغرف على الطابق السفلي (85 غرفة) والطابق الأرضي (95 غرفة) والطابق الأول (125 غرفة) والطابق الثاني (125 غرفة) بينما خصص طابق الروف تحت ثكنة القرميد للأعمال الميكانيكية والتقنية.

وزينت الواجهات الخارجية والداخلية بالعقود المحدبة (282 قنطرة) والعقود المسننة (197 قنطرة) والعقود الدائرية (6 قناطر) والمندالون (11 قنطرة) والعقود المسننة المتربّعة على أعمدة (92 قنطرة).

وأُنشئت في الواجهات مداخلٌ كبيرةٌ وقناطر ذات طابع مميّز مسنّن (15 قنطرة) جميعها من الحجر الصخري الأصفر ويتخلل معظمها نوافذ مستطيلة يحيط بها إطار من الحجر الكلسي الأبيض، وتعلوها قمريات صغيرة أُعيد ترميمها وإبرازها.

وبذلك تكون الواجهات الخارجية قد استعادت حلتها القديمة من نوافذ بيضاء وأباجورات خشبية خضراء اللون بعد إعادة تركيب شبكة الحديد المبروم على النوافذ في الطابق الأرضي، الذي كان يستخدم سجناً في الحقبة العثمانية.

إحتاجت إعادة بناء الواجهات الخارجية والداخلية للسراي وترميمها، إلى خمسة عشر ألف متر مربع من الحجر الرملي.  ذلك أن استبدال الأحجار المتآكلة بغيرها، وإضافة طبقة جديدة إلى المبنى حتّما هذا الحجم الضخم من الأحجار الرملية التي جيء بها من أحجار المبنى نفسه حيث اقتطعت منها أجزاء للطابق الثاني المضاف وأُتي بأحجار أخرى من مناطق لبنانية عدة للواجهات الداخلية المستحدثة.