الحكومة رقم 29
حكومة الرئيس رشيد كرامي
ألحكومة الثانية في عهد الرئيس فؤاد شهاب
كلف الرئيس رشيد كرامي بتأليف الحكومة بموجب المرسوم رقم 30 تاريخ 14-10-1958
تشكلت الحكومة بموجب المرسوم رقم 31 تاريخ14 -10-1958
نالت الحكومة 50 صوتا
استقالت الحكومة بتاريخ 14-5-1960
وتألفت من
وقد جرت عليها التعديلات التالية:
البيان الوزاري
حضرات النواب المحترمين
نحن اليوم نجتمع في ظروف استثنائية عصيبة ، فالمحنة الدامية التي عشناها جميعا جعلت كل اللبنانيين يشعرون بالحاجة الى ايجاد مخرج عاجل للأزمة ، فكانت هذه الحكومة التي اتشرف برئاستها ، والتي تتقدم من مجلسكم الكريم بطلب ثقته الغالية .
ولسنا يحاجة للعودة الى الماضي ، فقد عقدنا العزم على غسل هذا الماضي . والحكومة التي تقدر مسؤوليتها في هذا الظرف بالذات ترى ان واجبها الاول هو العمل على غرس مبادئ الوحدة الوطنية ، وتحقيق التعاون والثقة بين المواطنين ، وعلى هذا الاساس ، يمكننا تسمية هذه الحكومة "بحكومة إنقاذ وطني" .
وعندما نقول "إنقاذ وطني" فنحن نعني كل ما تتضمنه هذه الكلمة من معنى وما ترمي اليه من اهداف . وسنعمل ، ونتساند ، ونتكاتف ، لإزالة الشكوك التي علقت في النفوس ، وذلك بالعمل المجرد لتحقيق فكرة المساواة بين الجميع ، في ظل سيادة القانون ، وإشاعة روح العدل .
ويهم الحكومة ان تلفت انظار حضرات النواب المحترمين الى ان لبنان يجتاز في هذه الايام مرحلة فاصلة في تاريخه السياسي . لذلك فهي ترجو منكم جميعا معاونتها على تهيئة الجو الصالح الذي يعيد الثقة في لبنان ، وينشر الامن والطمأنينة بين ربوعن ، ليشعر الجميع بأن هذا الوطن هو بلد المحبة والتسامح والاخاء .
أما سياسة الحكومة ، في مختلف الحقول والميادين ، فهي نفس السياسة التي وضع خطوطها العريضة ، فخامة الرئيس ، في البيان التاريخي الذي القاه امام مجلسكم المقر بتاريخ 23 أيلول الماضي . فالحكومة تتشرف بأن تأخذ على عاتقها أمر العمل على تحقيق ما تيسره لها الظروف والإمكانات ، ضمن المخطط الوطني لهذا العهد ، سواء في الحقل الخارجي ام في الحقل الداخلي . فالميثاق الوطني هو نهجنا وسبينا ، والوحدة الوطنية هي شعارنا ورائدنا .
والضرورة الاساسية الملحة لبناء الدولة بناء سليما لم تتجل يوما كما تجلت في هذه الفترة الدامية الاخيرة ، ولم يبق مناص من إقامة الدولة على أسس وقواعد ومقاييس مستمدة من تصميم النخبة ، ومصلحة الشعب ، وطموح المواطن .
ولكي يثق المواطن بالدولة يجب ان يسري فيها روح الجد ويسيرها ، الجد في المسؤولية وفي الواجب وفي الحساب ، والجد في جعل الدولة للمواطن ولكل على السواء ، والجد في النظرة الى الغد والتصميم له .
ولا بد من ان يطمئن المواطن الى تجرد الحاكم ، وعدل القاضي ، وامانة الموظف .
ولا بد من ان يكون للحكم فيه كل هيبته ، وللقانون كل سلطته ، ولحق الفرد والجماعة كل حرمته .
هكذا خطط الرئيس القائد ، وهذا هو منهاج الحكومة التي أتشرف برئاستها، وعلى هذا الاساس ، نطلب من مجلسكم الكريم الثقة .
وأخيرا ، تريد الحكومة أن تؤكد من جديد ، ومنعا لكل تأويل او التباس ، عزمها على المحافظة على سيادة لبنان ، والدفاع عن استقلاله ، ليبقى لبنان لنا جميعا بوضعه الحاضر ، بلدا عربيا حرا عزيزا مستقلا .