استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بعد ظهر اليوم في السراي الحكومي وفدا من تكتل التغيير والإصلاح ضم الوزير طارق الخطيب والنواب: إبراهيم كنعان، ناجي غاريوس، غابي ليون وسليم عون والوزير السابق نقولا صحناوي.
بعد اللقاء، تحدث النائب كنعان فقال: "التقينا الرئيس الحريري في هذا الظرف الاستثنائي لكي نؤكد أولا التزامنا المطلق بالدستور وبنظامنا الديمقراطي، مع كل ما يعني ذلك من أمور تبدأ بتداول السلطة وتمر بعملية تكوين سلطة بشكل سليم وصحيح وبالتأكيد برفض التمديد.
وقد شعرنا أننا نتحدث لغة واحدة مع الرئيس الحريري، الفارق أن دولته لديه قلق من الفراغ، كماغيره من القوى السياسية والمسؤولين أو على المستوى الدستوري، وكذلك نحن. لكننا نؤكد أن رفض التمديد لا يعني الفراغ، بل بالعكس تماما، فبالنسبة إلينا رفض التمديد هو حث كل القوى السياسية بما تبقى لنا من الوقت، وهو ليس بقليل لإقرار قانون انتخاب جديد، فالكل يعلم أنه إذا توافرت الإرادة السياسية نستطيع خلال ساعات أو أيام أن ننتهي من مسألة إقرار القانون. فقد أخذ هذا القانون وقتا طويلا من النقاش وباتت الصيغ معروفة، ما هي الصيغ المقبولة وتلك غير المقبولة، والصيغ التي يمكننا أن نطورها وتلك التي لا مجال للبحث بشأنها".
وأضاف: "التمديد إذا مرفوض بكل مندرجاته وبكل ما يمكن أن يبرَّر، وبالنسبة إلينا لا تبرير إلا في حالة واحدة، عندما يكون تقنيا ولفترة قصيرة جدا، ندرسها مع وزارة الداخلية، ولكن مع وجود قانون انتخاب. في حين يكون هناك قانون انتخاب متفق عليه، يؤمن الحد الأدنى من احترام الميثاقية والدستور والشراكة الوطنية، التي نتغنى بها جميعا لكننا لا نترجمها أبدا. عندها لا تكون عملية تمديد بقدر ما هي تأجيل إجراء الانتخابات النيابية لفترة يكون الناس قد تمكنوا فيها من استيعاب القانون الجديد، وتكون الإدارة اللبنانية من خلال وزارة الداخلية قد تمكنت من التعاطي معه بشكل مهني ويسهل عملية إجراء الانتخابات. لا بد للجميع أن يعلم أنه قبل الوصول إلى هذا الحل، سنواجه ديمقراطيا عملية التمديد إذا كانت ستحصل غدا. نحن ضد الفراغ، ولا أحد يسعى إليه، ولكن هناك وقت كاف حتى نهاية ولاية هذا المجلس، لكي نتوصل إلى حل فيما يتعلق بقانون الانتخاب، إذا توافرت الإرادة الصادقة، وهذا ما يطمئننا".
سئل: البعض لوّح بأن رئيس الجمهورية يمكنه أن يستعمل صلاحياته ويعلق جلسات مجلس النواب لمدة شهر، فهل هذا الأمر مطروح؟
أجاب: هذه صلاحية فخامة الرئيس، ونحن نتحدث الآن والرئيس لم يستعمل هذه الصلاحية بعد، ولكن هذا الأمر يعود له. نحن منذ اليوم الأول لانتخاب الرئيس، قلنا أنه صحيح أننا تيار سياسي يدعم رئيس الجمهورية، ونحن تيار هذه الجمهورية، ولكن للرئيس استقلاليته الكاملة وقراراته يتخذها بموجب قسمه وقناعاته.
سئل: أجريتم عدة لقاءات اليوم، فهل الرئيس نبيه بري من ضمن هذه اللقاءات؟
أجاب: بالتأكيد الرئيس بري بأولويتنا، ولا أحد يستطيع ان يقوم بتواصل سياسي مجدٍ دون الاتصال به وبالتأكيد نحن في صدد التواصل معه.
سئل: من يتحمل مسؤولية عدم وصولنا إلى قانون انتخاب بعد كل هذه السنوات؟
أجاب: نحن بادرنا، إلى درجة أن انتُقدنا. رئيس الحزب الوزير جبران باسيل انتُقد في النهاية وبتنا نسمع كلاما بأنه كل يوم يخرج باقتراح، لم يبق أمر لم يقترحه، من المختلط إلى النسبية الكاملة إلى النسبية الجزئية إلى الأكثرية وغير ذلك، لم يبق اقتراح لم يتم وضعه على الطاولة. أنا لا أريد أن أتهم أحدا اليوم لكني أؤكد أنه في نظرنا على الأقل، قمنا بأكثر من واجبنا ونحن على استعداد لأن نكمل، الآن وبعد ساعة وبعد غد، في الليل والنهار، حتى نتوصل إلى قانون انتخاب. ليس هدفنا إطلاقا اتهام أحد، ولكن الواقع أن هناك أطرافا موجودة يجب أن تتحرك أكثر وأن تكون أكثر وعيا لموضوع الشراكة في البلد ولضرورة إنتاج قانون انتخاب، أكثر بكثير من التمديد. فلا يجوز أن نرفض التصويت على قانون انتخاب ونقبل بالتصويت على قانون تمديد. سمعتم جميعا أن هناك العديد من الزملاء من عدة كتل اعتبروا أن عدم التوافق على قانون انتخاب والتصويت هو عملية اعتداء كبيرة للغاية ولن تمر، فما بالكم بقانون التمديد. لا نستطيع أن نعتبر أن قانون التمديد الذي هو، كما ذكرنا في بكركي، عار علينا جميعا، لأننا نغتصب السلطة ونأخذ إرادة الناس إلى مكان لا يريدونه، ونعتبر أن التصويت على قانون الانتخاب أمر جيد، على العكس هو أمر غير جيد، وبالتالي يجب التوافق. فإما التوافق على كل شيء أو التصويت على كل شيء.
سئل: هل اتصالاتكم مع "حزب الله" مستمرة؟ وهل تتهمونهم بأنهم يريدون التمديد؟
أجاب: لم أتهم أحدا، وكل طرف حر في موقفه. أنا أقول أننا ضد التمديد، حزب الله يقول أنه سيحضر جلسة الغد إذا عُقدت، وأنه نعم يخاف من الفراغ، وهذا رأيه وحقه.
سئل: ألا تخافون أنتم من الفراغ؟
أجاب: نعم ولكن في رأينا ما زال الوقت مبكرا لهذا الأمر، الجهد الذي يوضع اليوم لإنتاج قانون انتخاب أجدى بكثير من أن نمدد.