Republic of Lebanon

الرئيس دياب أطلق منصّة التنسيق الخاصة بالجهات المانحة لتعزيز التعاون الموحَّد بين المانحين

الخط + -
27 آب 2020

"شكرًا على انضمامكم إلينا وعلى دعمكم المستمر لبلدنا وشعبنا، لا سيّما في أعقاب كارثة مرفأ بيروت.

جراح اللبنانيين لا تُعدّ ولا تحصى. على مر السنين، عرفوا الحروب والهجمات والقنابل والفراغ السياسي وانعدام الاستقرار المالي والصعوبات الاقتصادية.
وفي عصر يوم ذاك الثلاثاء المروّع، حلّت الكارثة من جديد، طاعنةً إيّانا في صميم قلبنا... في بيروت.

وعندما بدأ الدخان الكثيف يتبدّد، بدأت الحقيقة الصادمة تتكشّف.

لقد حصد الانفجار أرواح أكثر من 190 شهيدًا حتى الآن، وأسفر عن إصابة أكثر من 6 آلاف شخص، ولا يزال عدد من الأشخاص في عداد المفقودين. كما تضرّر حوالي 40 ألف مبنى، وفقدَ أكثر من 70 ألف عامل وظائفهم وتشرّد 300 ألف شخص.

لم يكن لدينا وقت نضيعه، ولم نألُ جهدًا في مواجهة الكارثة.

أطلقت الحكومة وقيادة الجيش اللبناني غرفة الطوارئ المتقدّمة للشروع في الاستجابة للكارثة.

تضطلع غرفة الطوارئ المتقدّمة حاليًا بدور المنسّق المركزي للإغاثة في حالات الكوارث في مجال جميع النشاطات الرئيسية ذات الصلة بالدعم الفوري، مثل الغذاء والرعاية الطبية وأعمال الترميم والإيواء والتنظيف وإعادة البناء.

علاوةً على ذلك، تُدير وحدة التسليم ووحدة إدارة مخاطر الكوارث عمليّة الاستجابة.

ونعلن اليوم رسميًا إطلاق منصّة التنسيق الخاصة بالجهات المانحة، وهي الأولى من نوعها على المستوى الحكومي، لتعزيز التعاون الموحَّد بين المانحين، وتحسين الاستجابة، وضمان الشفافية.

ستشكّل هذه المنصة التي تخضع للتحديث المستمر، مفتاحًا للنجاح على مستوى الاستجابة الإنسانية والتعافي.

لسوء الحظ، تحلّ الكارثة في وقت يعاني فيه لبنان أزمةً اقتصادية حادّة، ولا يزال يتعامل مع جائحة كورونا المقلقة. وعليه، تدعو الحاجة بشكل كبير إلى الدعم الإنساني والإنمائي.

لقد بوشر العمل بجميع نشاطات الإغاثة، حتى يتمكّن الناس من العودة بأمانٍ إلى منازلهم ويحاولون لملمة جراحهم الماديّة والمعنويّة قبل حلول فصل الشتاء.

إذا كان هناك شيء واحدٌ يميّز اللبنانيين، فهو هذا التناقض الخاص بهم الذي صنعوه على مرّ السنين وبوجه كلّ المآسي:

اللبنانيون مشرذمون، لكنهم مُتّحدون؛

اللبنانيون مكسورون، لكنهم صامدون؛

اللبنانيون خائفون، لكنهم مصمّمون.

لكنّ اللبنانيين لم يكونوا وحدهم على الإطلاق.

فغداة كلّ كارثة، دقّ التعاطف بابنا،

وبعد كل ضائقة، أثلجت المواساة قلوبنا،

واكتشفنا أننا محاطون بأصدقاء لن يتركوا لبنان أبدًا، أصدقاء تلقّوا أيضًا طعنةً في قلوبهم وهم يراقبون ظلال بيروت الغابرة.

من قلبنا، من بيروت، نشكركم.

سوف ننهض من جديد."

 

 


جميع الحقوق محفوظة ©      ملاحظة قانونية  |   إتصل بنا  |  خريطة الموقع
تم انجاز هذا الموقع بالتعاون مع مكتب وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية