عقد مساء في السراي الحكومي اجتماع برئاسة رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب لاستكمال البحث في أولويّات التنمية التي تعتزم الحكومة العمل عليها على مدى السنوات الثلاث المقبلة.
وحضر الاجتماع نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع زينة عكر ووزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي، وسفراء الولايات المتحدة الأميركية، سويسرا، فرنسا، هولندا، كندا، المملكة المتحدة، ألمانيا، النروج، الاتحاد الأوروبي، والمنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، والمنسق المقيم للأمم المتحدة في لبنان بالإنابة، والسفير غدي خوري، ومستشار الرئيس دياب جورج شلهوب، وممثلون عن إدارة التنمية الدولية والوكالة الاميركية للتنمية الدولية.
كلمة دياب
واستهل الاجتماع بكلمة للرئيس دياب جاء فيها:
كما تعلمون ان البنك المركزي، لديه بروتوكول للتمويل للمشاريع الصغيرة منذ بضع سنوات، وسوف نطلب من القطاع المصرفي الانضمام الى هذا البروتوكول، بالاضافة الى العائلات التي ستستفيد من المساعدات النقدية المباشرة الموزعة، نأمل أن نحصل على مبلغ معادل وعلى أن يستفيد عدد متساو من هذا التمويل للمشاريع الصغيرة، ذلك بالاضافة الى مساعدة العمال المياومين والمزارعين المندرجين في المشروع الذي اقمناه، وكما قالت الوزيرة عكر ان هذه الاولويات مهمة للغاية من اجل اطلاق الدورة الاقتصادية في لبنان، ولا شك اننا بحاجة الى الانتقال الى اقتصاد المعرفة مع التركيز الاضافي على التكنولوجيا، فنحن نريد أن نصبح مركزا للتكنولوجيا في المنطقة بعد الانتهاء من وباء كورونا، خصوصا اننا نتمتع بأفضل الجامعات في المنطقة، حيث يدخل خريجوها الى اهم الجامعات في اوروبا والولايات المتحدة الاميركية، ولدينا جيل شاب قادر على تنمية هذا السوق.
اضاف: واريد مرة اخرى ان اذكر بأهمية دعم اللبنانيين واطلاق الدورة الاقتصادية والقطاعات الاقتصادية وتحديد اولوياتنا، وهذا ما نعمل من اجله، وافكاركم وملاحظاتكم ودعمكم مهمة جدا.
وفيما يتعلق بالاجماع الوطني لقد استفدنا من مشاركة خبراء ونقابات يمثلون حوالي نصف المجتمع اللبناني، واليوم اجتمعنا حول طاولة مستديرة في القصر الجمهوري مع معظم رؤساء الكتل النيابية حيث تم عرض الخطة الاقتصادية وقدمت بعض الاقتراحات والافكار التي سررنا بها تمهيدا لعرض الخطة امام اللجان البرلمانية المختصة.
وقال لم يسبق للبنان ان واجه كمّا من الازمات كما هو اليوم، ولا يوجد دولة في العالم واجهت هذا الكم من الازمات عند تقديمها طلبا للمساعدة من صندوق النقد الدولي.
عكر:
ورحبت نائب رئيس مجلس الوزراء زينة عكر بالحضور، وقالت لقد وصلتنا نهار الاثنين بعض الملاحظات من السفراء، والعرض الذي سنقوم به اليوم هو موجز لما تم توزيعه عليكم جميعا في الاسبوع الماضي، ونحن عازمون للعمل عن كثب مع اعضاء الاسرة الدولية وكافة الشركاء التنمويين، وهدف لقاؤنا اليوم هو توفير نظرة عامة عن اولويات الحكومة التنموية وتسليط الضوء على احياجات لبنان. ونأمل ان تخصص الاموال اللازمة لمعالجة هذه الاحتياجات، وسنبدأ اولا بنظرة عن اطار عمل الخطة الاقتصادية للحكومة اللبنانية ومن ثم سنركز على المجالات التي هي محور عملنا اليوم، وهي القطاع الصناعي والسياسات الاجتماعية والبيئة.
ان حكومة لبنان تعالج اولويات لبنان التنموية اعتمادا على ادوات تكميلية ولدينا عدة خطط اليوم تغطي النطاق الشامل لأولوياتنا التنموية، والاستجابة لوباء كورونا تكمله تدخل الامم المتحدة. وكما تعلمون ان خطة الاصلاحات الاقتصادية قد تمت الموافقة عليها من قبل مجلس الوزراء على أن يبدأ التنفيذ في الاسبوع المقبل، ونحن نعمل على كافة الاصلاحات التي هي جزء من هذه الخطة، وسوف نبدأ بتنفيذها.
حتي: ثم تحدث وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي فقال:
اعتقد انه من المهم جدا التركيز على القطاع الزراعي والقطاعات التنموية الاقتصادية لاسباب عدة، فهي تساهم في احلال توازن بين القطاعات المختلفة وبين الفئات العاملة المختلفة، وايضا بين النشاطات المختلفة. وما نعاني منه في لبنان هو النزوح الريفي الكبير باتجاه المدن، واذا شجعنا القطاعات الانتاجية كالزراعة والصناعات الصغيرة، فذلك يساهم في احلال التوازن الديموغرافي بين مختلف المناطق اللبنانية، وهذا ما يتعلق بالثبات الاجتماعي. فنحن بحاجة الى تعزيز القطاعات التي كانت مهمشة حتى الان.
ثم تحدث عدد من المشاركين عن اهمية الخطة الاقتصادية، بالنسبة للبنان وللمؤسسات الدولية، وعن الوضع اللبناني على صعيد وباء كورونا، واهمية عمل الحكومة ووزارة الصحة بالتعاون مع المجتمع المدني والبلديات والمؤسسات الدولية لافتين الى ضرورة دعم الفئات المجتمعية الاكثر فقرا في هذه الظروف. ومنوهين بالخطة الاقتصادية التي وضعتها الحكومة وتبقى العبرة في اهمية تنفيذها وضرورة الاصلاح، وتنمية القطاعات الانتاجية في الاقتصاد اللبناني.