صباح الخير
شهر مبارك عليكم
أتوجّه إليكم بالتحية أولاً، على الجهد الكبير الذي تبذلونه لحفظ الأمن والنظام العام وتطبيق مندرجات إعلان التعبئة العامة، وكذلك التضحيات التي بذلتموها لحماية التعبير عن الرأي في الشارع، وبمواجهة أعمال الشغب التي حاولت حرف وتشويه مطالب الناس، وقد تعرّضتم لإصابات كثيرة في مواجهة الاعتداء على القوى الأمنية والمؤسسات الحكومية.
لذلك، أتيت اليوم لأشد على أيديكم، وأنوّه بالقيادة الحكيمة لقوى الأمن الداخلي، وعلى رأسها المدير العام اللواء عماد عثمان، التي تعاملت مع هذه الوقائع بمسؤولية وطنية، لحماية المتظاهرين أولاً، وحماية التعبير عن الرأي ثانياً، وحماية الأملاك العامة والخاصة ثالثاً.
والواقع، أن صورة الدولة باهتة في نظر اللبنانيين.
الدولة غير موجودة فعلياً في عقول الناس.
الدولة ترهّلت، نتيجة ممارسات أساءت إلى دورها.
الدولة خسرت هيبتها بسبب طعنات عميقة في بنيتها.
الدولة فقدت ثقة الناس لأنها انفصلت عنهم.
الدولة فقدت هويتها عندما تجذّرت فكرة الاندماج بين السياسة والسلطة والقوى التي تحكم.
فعلياً، ليس لدينا ما يسمّى بـ"دولة عميقة" تمثّل فكرة الدولة، ولا تتأثّر بتغيير في السلطة إلا من حيث الأداء، وإنما هناك منظومة عميقة تمثّل السلطة بكل مكوّناتها، ولو تغيّرت صور الحاضرين على طاولتها.
المطلوب اليوم هو فك الارتباط بين الدولة ومصالح السلطة، وربط الدولة بالمواطن مباشرة.
عملياً، أنتم تمثّلون واجهة الدولة أمام الناس، ولا يجب أن تكونوا تحت أي ظرف، وفي أي وقت، ذراع السلطة على الناس.
هكذا تستطيع الدولة استعادة هيبتها وصورتها، وهكذا تبدأ تنقية فكرة الدولة من مفهوم السلطة.
أنا أعلم أنكم تواجهون تحدّيات كثيرة، وقد نجحتم في الفترة الماضية، في تجاوز الكثير من حقول الألغام، بحكمة لافتة لا بد أن أنوّه بها، وبجهودكم جميعاً، ضباطاً ورتباء وأفراد.
وأنا هنا لا أستطيع إلا أن أنوّه بمعالي وزير الداخلية الذي قدّم صورة ممتازة لوزارة الداخلية بكل الإدارات التابعة لها، و يشرف مباشرة على كل التفاصيل.
البلد أمانة بأيديكم، وحفظ النظام مسؤوليتكم، وأنا واثق أنكم على قدر هذه المسؤولية الوطنية، ولذلك أنا هنا اليوم لأشدّ على أيديكم، فحمايتكم ضرورة لتكريس فكرة الدولة وهيبتها.
الله يحميكم حتى تحموا الناس والبلد.
عشتم وعاش لبنان
https://youtu.be/sutdFwjND1k