رعى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري غروب اليوم حفل الإفطار الرمضاني الذي أقامه تيار المستقبل في جامعة رفيق الحريري في المشرف بحضور الوزيرين غطاس خوري وطارق الخطيب، والنواب: محمد الحجار، جورج عدوان وعقاب صقر، مفتي جبل لبنان محمد علي الجوزو، مدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري، الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري، مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، رؤساء البلديات ورجال دين وشخصيات.
وخلال الحفل، ألقى الرئيس الحريري الكلمة الآتية:
أهلي وأحبائي من إقليم الخروب، ومن كل جبل لبنان الجنوبي، رمضان كريم، وكل عام وأنتم بخير.
اللقاء معكم دائماً مناسبة تكبّر القلب، والإفطار معكم في هذا الشهر المبارك، في هذا المكان الذي أراده الرئيس الشهيد رفيق الحريري صرحا علميا وتربويا للإقليم وللشوف ولجبل لبنان ولكل لبنان، مناسبة يكتمل فيها السرور بالبركة.
إقليم الخروب، إقليم العلم والمتعلمين، إقليم الكفاءات والمهارات والرافد الأساس للإدارة اللبنانية بكل أسلاكها، كان هكذا، وسيبقى كذلك بإذن الله، بإرادتكم وتمسككم بالدولة وبمشروع الدولة، الذي هو الأمانة التي تسلمناها جميعاً، أنتم وأنا، من الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
في رمضان الماضي، بهذا المكان، وعدنا بمجمع الأبنية الحكومية في شحيم، ليخدم الإقليم كله. والحمد لله، هذا المجمع بدأ تنفيذه، وتنتهي المرحلة الأولى منه منتصف السنة المقبلة، ومرحلته الثانية في آخرها، وسنؤمن لها التمويل اللازم بإذن الله.
ولكي يبقى إقليم الخروب إقليم العلم والكفاءات، نعمل حالياً مع نائبكم محمد الحجار، الذي يلاحقني دائماً بأمور الإقليم ومطالب أهلي في الإقليم، على تحويل شعبة كلية العلوم في الدبية إلى فرع، مع نائبكم محمد الحجار الذي يلاحقني دائما لتحقيق مطالب هذه المنطقة الطيبة، والحق معه. كما نعمل على تأهيل مدارس ومهنيات المنطقة التي تأسست في أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وهذه مناسبة لأقول للشباب والشابات في الإقليم أن التعليم المهني برأيي هو مفتاح أساسي في المرحلة المقبلة لفرص العمل، التي يبقى إيجادها وتوفيرها الهدف الأول والأخير من كل عملي للتنمية والنهوض الاقتصادي بإقليم الخروب وبكل لبنان.
في مجال البنى التحتية، أُعطي أمر المباشرة لاستكمال تنفيذ توسعة وتأهيل طريق الزعرورية – جون، ومشروع توسعة وتأهيل طريق عين الحور – الزعرورية تم تلزيمه وسيبدأ التنفيذ خلال شهر إن شاء الله. وطريق جدرا – برجا – شحيم، انتهت مرحلته الأولى، ونؤمن التمويل لمرحلته الثانية، وصولاً إلى شحيم. وفي الوقت نفسه، الدراسات جارية لربط هذا الطريق بالمحاور الأساسية بالإقليم.
ومنذ حوالي الثلاثة أسابيع، وافق الصندوق الكويتي على تمويل مشروع حفر 4 آبار بحوض بسري لتأمين 15 ألف متر مكعب من المياه يومياً لقرى وبلدات الإقليم، وخلال أسابيع ستنطلق المناقصات لتنفيذه، بشكل يكون الإقليم في الصيف المقبل قد أمن معظم حاجاته من المياه. هذا المشروع هو بانتظار المشروع الأكبر، أي مشروع سد بسري، الذي تجري الاستملاكات فيه حالياً وسيبدأ تنفيذه هذه السنة بإذن الله، وهو كما تعلمون، مشروع حيوي لكل منطقة بيروت الكبرى.
الصرف الصحي كان تاريخياً مشكلة كبيرة في إقليم الخروب. وقد نُفذت محطة تكرير في الجية تخدم 88 ألف نسمة. وتم مد 148 كيلومتر من خطوط الصرف الصحي مع محطتي ضخ في جدرا والوردانية. وهناك 116 كيلومتر إضافية تم تلزيمها مع محطتي ضخ في الجية والرميلة، والتنفيذ يبدأ هذا الصيف، وتجري دراسة مد 149 كيلومتر إضافية. وبذلك يكون كل إقليم الخروب الشمالي وقسم من الجنوبي مربوط بمحطة التكرير في الجية، التي بعد شهرين بالضبط تكون تعمل بكامل طاقتها، ونكون قد حللنا 80 بالمئة من مشكلة الصرف الصحي في الإقليم، وتبقى العشرين بالمئة، التي تُجرى دراسة بشأنها لمحطات تكرير في منطقة نهر الحمام وغيرها بالتوازي مع تنفيذ سد بسري.
أحبائي وأهلي في الإقليم،
دعوني أتحدث قليلا عن معمل الجية الحراري. هذا المعمل حالياً يولد مشاكل أكثر مما يولد طاقة! فهو ينتج 140 ميغاواط وينتج معها مشاكل بيئية وصحية لكل المنطقة. وبعد أربعة أشهر إن شاء الله، تنتهي دراسة تفكيك المعمل لاستبداله بمعمل جديد بطاقة 600 ميغاواط وبمواصفات بيئية وصحية عالية. وفي شباط المقبل يكون دفتر الشروط جاهزا، وفي نهاية 2019 يكون لدينا في الجية معملا جديدا بإذن الله، ونكون قد انتهينا من المشكلة كلياً.
وما دمنا نتحدث عن الصحة والبيئة، فنحن نعمل مع ابن الإقليم طارق الخطيب ومع البلديات، لحل مشكلة نفايات الإقليم بشكل نهائي أيضا، وقريباً جداً إن شاء الله.
حاجات المنطقة كثيرة، والتواصل مع بلدياتكم دائم ومستمر. ومنذ ثلاثة أيام، استقبلت في السراي اتحاد بلديات الشوف وعاليه. وحاجة الدولة لهذه المنطقة أكبر، وحاجة البلد لكم، لكل واحد وواحدة منكم أكبر وأكبر! فيا أهلي وأحبابي، ابقوا النموذج للعيش المشترك بين كل المذاهب والطوائف، وابقوا النموذج للاعتدال ولإرادة الحوار، لأن هدفنا في خدمة المواطن والتنمية والنهوض الاقتصادي وتأمين فرص العمل، شرطه الأساسي الحفاظ على الاستقرار ومواصلة مسيرة مشروع الدولة.
الآن، توصلنا لقانون انتخاب جديد والحمد لله. وهنا أود أن أحيي الدور الإيجابي الذي لعبه صديقنا وحليفنا نائب القوات اللبنانية في الشوف جورج عدوان، وصدقوني أنه عمل ليال طويلة لذلك. وهذا إنجاز وتطور كبير، يفيد في أمرين: الأول والأساسي، أنه كما سبق أن ذكرت، حل آخر مشكلة سياسية أساسية كانت تعرقل البلد وتعرقل مشروعنا الوحيد، أي مشروع النهوض الاقتصادي وإيجاد فرص العمل، وخصوصاً للشباب، وتلبية الطموحات الحقيقية للمواطنين بالأمن، بالبيئة وبالخدمات الأساسية.
الأمر الثاني، أن الاتفاق على القانون يفتح موسم الانتخابات. وهنا ستسمعون مزايدات وإشاعات وحملات. على كل حال، لقاءاتنا ستتواصل وتكثر من اليوم إلى الانتخابات إن شاء الله. ولكن هناك شائعة هنا في الإقليم أريد أن أتناولها، لأنها محاولة للتأثير على معنوياتكم، لا سمح الله. قد تكونون قد سمعتم أو ستسمعون من يقولون لكم أنه كون الشوف وعاليه دائرة واحدة، فهذا يضعف صوتكم ويذيب إرادتكم الانتخابية. وأنا أود أن أؤكد لكم أنكم أنتم كنتم وما زلتم وستبقون الرقم الصعب، وأن صوتكم هو الحاسم وإرادتكم لا يهزها شيء.
هناك من ليست لديهم "لا شغلة ولا عملة" في البلد إلا الإساءة لتيار المستقبل والطعن اليومي بالحريرية. هذه البضاعة ترانا أكبر الخاسرين في الانتخابات، وهي تفبرك نتائج على قياس تمنياتها! بكل بساطة، أقول للجميع: ما من قوة يمكن إنو تكسر الحريرية الوطنية، والإيام بيننا، وسترون أن تيار المستقبل رأسه مرفوع في الانتخابات، وأقوى الأرقام بالمعادلة السياسية.
جمهور تيار المستقبل في كل لبنان أكبر من أن يقزّم، وأقوى من أن يكسر!!! وأنا شخصياً مرتاح، ومرتاح جدا لأنكم أنتم قوتي، ولأن تيار المستقبل قوي بكم، ولأن لبنان سيبقى قويا بكم.
عشتم وعاش لبنان وكل عام وأنتم بخير.