Republic of Lebanon

الرئيس الحريري في ذكرى جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري: لن نفرط بلبنان ولن نساوم عليه أو نسمح لأحد بان يخطفه

الخط + -
14 شباط 2017

فيما يلي نص الكلمة التي ألقاها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري خلال الاحتفال الذي أقيم عصر اليوم في مجمع "بيال" بذكرى مرور 12 عاما على جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري:

 

حضرة ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون

حضرة ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري

أصحاب الفخامة والدولة والمعالي والسعادة،

أصحاب النيافة والفضيلة، أيها الأصدقاء،

أيها اللبنانيون في كل مكان،

 

تحية لنساء وصبايا وشباب ورجال تيار المستقبل. أراكم اليوم بعيون الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

أنتم حققتم حلم رفيق الحريري بقيام تيار المستقبل. في أواخر التسعينات، رؤوا الالتفاف الشعبي يكبر حول الرئيس ... رؤوا المد الشعبي في البقاع الاوسط والبقاع الغربي، ورؤوا الاستقبال الشعبي في صيدا والاقليم، ومسيرات الوفاء في بيروت.

قرروا أن يقفلوا الطريق عليه، وجاء من يقول له، ممنوع على رفيق الحريري أن يتقدم لطرابلس وعكار والمنية والضنية. ممنوع عليك إنشاء حزب سياسي ... حدودك قريطم!.

تيار المستقبل كسر قرار المنع. أنتم كسرتم قرار المنع، وقلتم للرئيس رفيق الحريري ... هذا تيارك. هذا حزبك. هذا المستقبل ... موجود في كل لبنان، وحاضر في كل الطوائف.

أنتم قدمتم صورة حضارية عن العمل السياسي والحزبي في البلد. مبروك للمنسقيات والقطاعات والمصالح وتحية خاصة لكل من لم يحالفهم الحظ.  وأريد أن أقول لهم، إنكم إنتم أساس تيار المستقبل في كل لبنان. دوركم لا يقل أهمية عن دور الفائزين، لأنكم أنتم من حميتم التجربة الديموقراطية في التيار.

أمامنا مسؤوليات كثيرة، والانتخابات على الابواب، ولا أحد يستطيع أن يمنعكم من الحضور في كل لبنان!

أيها الأصدقاء،

سنةً بعد سنة، وما زلنا نقرأ في كتابه، نلجأ إليه في الأيام الصعبة، ونستعين بصفحات مضيئة من تجربته، ونكتشف مقدار الظلم الذي وقع على لبنان، عندما قتلوا رفيق الحريري.

بعد ١٢ سنة على الجريمة الإرهابية في ١٤ شباط، أصدق اللبنانيين القول، إنني لا أرغب في تحريك الجرح، الذي أدمى قلبي، وقلوب الملايين من محبي رفيق الحريري. لكنني، لا أستطيع ردم الحفرة التي نشأت عن مصرعه، وقد أحدثت فجوةً موجعةً في جسد لبنان كانت لها تداعيات مدمرة على السلام الوطني ومسيرة بناء الدولة.

العدالة كفيلة بردم تلك الحفرة، مع الأيام والعدالة آتية. العدالة آتية. العدالة وعد الله وعهدكم إلى رفيق الحريري وكل شهداء لبنان.

رفيق الحريري، أيها الإخوة والاخوات، سيبقى معنا في كل الأحوال، لأننا ببساطة، نلتزم مواثيق الشرف والامانة والعيش المشترك التي آمن بها، ولأننا لا نرى خلاصاً من الشحن المتنامي والمخاوف المتبادلة في خلايا الحياة الوطنية، إلا بسلوك الطريق الذي اختاره لحماية لبنان.

لقد علّمنا كيف نملك شجاعة اتخاذ القرار والمبادرة، فبادرنا حيث تكون المبادرة وسيلةً لإنقاذ لبنان. وها نحن على خطاه، نملك أيضاً، شجاعة المواجهة، عندما تكون المواجهة حاجةً للدفاع عن الدولة وشرعيتها وسلامة نظامها الديموقراطي ونملك شجاعة التضحية إذا كانت التضحية، جسراً لعبور لبنان الى مناطق الأمان التي تحمي وجوده من الضياع السياسي والانهيار الاقتصادي.

رفيق الحريري، ليس إسماً للاستخدام في عمليات الثأر السياسي. إنه عنوان لتجديد الثقة بلبنان، ولن يكون، لا اليوم ولا غداً ولا في أي مناسبة، وسيلةً لتبديد هذه الثقة، ومتراساً لحشد الضغائن والكراهيات بين اللبنانيين.

لقد أدرك المعنى العميق، لمفهوم التسوية في بلد على صورة لبنان، وأدركنا معه، أن سياسة العناد والعزل والأبواب الموصدة والاعتكاف عن المبادرة، هي سياسة عقيمة، لا مردود لها سوى تعطيل شؤون الدولة، وترك البلاد نهباً للانقسام الطائفي والخروج على النظام العام.

نعم، نحن فاوضنا وساومنا من أجل الحفاظ على الإستقرار ولكن لم ولن نساوم على الحق أو الثوابت. المحكمة الدولية، والنظرة لنظام الأسد وجرائمه، والموقف من السلاح غير الشرعي والميليشيات ومن تورط حزب الله في سوريا، وغيرها وغيرها، كلها تشهد.

والمهم أن يفهم الجميع: نعم، هناك خلاف في البلد، وخلاف حاد، حول سلاح حزب الله وتورطه في سوريا، وليس هناك توافق على هذا الموضوع، لا في مجلس الوزراء، ولا في مجلس النواب، ولا على طاولة الحوار.  ولكن ما يحمي البلد هو أن هناك اجماعا حول الجيش والقوى الشرعية والدولة، وفقط الدولة!

نحن تحملنا عن البلد وليس لنا أي فضل. على العكس، اللوم يقع على من لم يتحمل واعتبر أن مصالحه، أو مصالح الخارج الذي وراءه، أكبر من بلده!

عودوا معي قليلا إلى الوراء، بضعة أشهر فقط: كان الكلام أن الاقتصاد منهار، والليرة في خطر، وسنذهب إلى الفراغ الشامل، وسيطير الطائف، ويمكن أن يحصل معنا مثل ما يحصل مع أهلنا في سوريا أو أسوأ.

اليوم ما هو الكلام؟ ما هو النقاش؟ موازنة للدولة للمرة الأولى منذ 12 سنة، ومتى سيبدأ العمل بالنفط، ومتى ستنطلق ورشة الكهرباء، وبأية سرعة يتم إقرار القوانين في المجلس النيابي.

ماذا تغير في بضعة الأشهر هذه؟ شجاعة قرارنا بإنتخاب فخامة الرئيس العماد ميشال عون. ووضعت نقطة على السطر.

من يدعونا للصدام وتكسير البلد قلنا ونقول له: "غلطان بالعنوان"، ومن يتهمنا بالتنازل عن الثوابت نقول له أيضا: غلطان بالعنوان.

لإن هنا، عنوان... رفيق الحريري!

هؤلاء بالتأكيد لم يقرأوا كتاب رفيق الحريري. كل من قرأ في كتاب رفيق الحريري يعرف ويفهم كل حرف يقوله. وأنا هذا الكتاب سندي وعمري وقصة حياتي، ورفيق الحريري أبي وباق في يا "أبو بهاء" حتى أسلم الأمانة!

أيها الأصدقاء،

نسمع أحياناً، أننا لسنا وحدنا إم الصبي وما يجوز لغيرنا يجوز لنا، وليس من العدل أن ننفرد دون سوانا، في مراعاة المصلحة الوطنية وضرورات الإجماع.

قد يبدو هذا الكلام تراجعاً عن دورنا التاريخي وعن ثقافة سياسية نشأنا عليها، لكنه في الواقع، يلامس الحقيقة في أماكن كثيرة، ويعكس شعوراً بالتمييز بين المجموعات من جهة، واستقواء بعض المجموعات على الدولة من جهة ثانية.

نعم، نحن إم الصبي، طالما أن هذا يعني حماية الحياة المشتركة بين اللبنانيين. لكننا لسنا إم الصبي، بمعنى التنازل عن حقوقنا الوطنية، وعن دورنا في النظام السياسي ومسؤوليتنا في إدارة الشأن العام.

بوضوح: نحن لسنا جمعية خيرية سياسية، تتولى توزيع الهبات والمواقع وتقديم التضحيات المجانية.

لقد مارسنا التضحية، قولاً وفعلاً، ولم نقبل يوما، أن تتحول التضحية الى قاعدة للتنازل السياسي في كل صغيرة أو كبيرة. على أكتاف تيار المستقبل أو على حساب التمثيل الوطني لتيار المستقبل.

التضحية مسؤولية وواجب وشجاعة. بهذه الروحية وهذه المسؤولية، نتقدم للحوار حول القضايا الوطنية، ونبدي حرصاً لا تراجع فيه، للتوصل إلى قانون جديد للانتخابات، يعيد إنتاج الحياة السياسية والنيابية، شرط ألا يشكل حالة قهر أو عزل لأي من مكونات العيش المشترك. وعلى رأسهم حلفاؤنا بالسراء والضراء.

الشرط الثاني: كوتا المرأة. لأننا تيار أثبت أنه لن يقبل أن تكون المرأة ناجحة كمربية وطبيبة ومهندسة وإعلامية ومحامية وقاضية ومديرة وضابط وباحثة ومخترعة وشاعرة وكاتبة، ولكن لا مكان لها في المؤسسة الأم في نظامنا الديمقراطي.

ونحن من جانبنا ندرك وجوب الانتقال إلى صيغة جديدة لقانون الانتخابات، ونعمل بكل أمانة، لإنهاء الدوران في الحلقة الفارغة للقانون الجديد.

وأقول في هذا المجال لكل محازبي ومناصري تيار المستقبل، في كل المناطق: الانتخابات النيابية من أمامكم. إستعدوا لها، واحشدوا لخوضها في كل المناطق. سنذهب الى صناديق الاقتراع، تحت سقف أي قانون يقره المجلس النيابي.

أيها الأصدقاء،

نحن الآن مشاركون في الحكم، جزء لا يتجزأ من إرادة سياسية مشتركة لحماية لبنان، والنهوض بمسؤوليات الدولة. هذا يعني أننا ما زلنا في قلب مشروع العبور إلى الدولة، وفي صميم الأهداف التي ناضلنا من أجلها، واستشهد في سبيلها رفيق الحريري وشهداء انتفاضة الاستقلال.

هناك من حاول وضعنا في السنوات الأخيرة على لائحة الدول الفاشلة، وتعرضت سمعة لبنان، نتيجة الفراغ والتعطيل، لأسوأ الأوصاف من الداخل والخارج، حتى كاد شبابنا وشاباتنا، يفقدون الأمل بوطنهم.

لبنان اليوم، في نطاق الأمان الشرعي والدستوري. والجهد السياسي يجب أن يتركز على منع أي محاولة لإبعاده عن هذا النطاق.

مسؤولية هذا الجهد، تقع على الجميع دون استثناء، وتقع بالدرجة الأولى على السلطات الدستورية، المكلفة حماية النظام العام، وتأكيد مرجعية الدولة في إدارة الشأن الوطني. فلا مرجعية يمكن أن تعلو على مرجعية الدولة. لا مرجعيات الأحزاب ولا مرجعيات الطوائف، ولا مرجعيات الاستقواء بالخارج، كائناً من كان هذا الخارج، شقيقاً او حليفاً او صديقاً.

قرار لبنان بيد الدولة اللبنانية، لا هو بيد أفراد وزعامات، ولا بيد محاور إقليمية أو دولية.

والذين يتوهمون، أن في قدرة أي جهة إقليمية، مصادرة القرار الوطني اللبناني كما توهموا في مراحل سابقة، أقول لهم: إن فشل تجارب الماضي عبرة لهم وللجميع، واللبنانيون، ونحن في طليعتهم، لن يسمحوا بتسليم بلدهم للمحاور الخارجية.

وبهذا المعنى، فإن لبنان لن يكون، لا اليوم ولا غداً ولا في أي وقت، جزءاً من أي محور في مواجهة اشقائه العرب.

نحن لا نستدعي الخصومة مع أحد، ولن نسمح أن يكون لبنان ساحةً لصراع الآخرين فوق أرضه، لكننا بالتأكيد جزء لا يتجزأ من العالم العربي، ومعنيون بحماية المصالح العربية والدفاع عنها.

14 شباط ذكرى لقيامة لبنان الذي نفض عنه الإحتلال وكسر الذل وقال كلنا للوطن. لبنان الذي غنى بصوت واحد لحن السيادة بقسم جبران، لبنان الشباب الذين افتداهم باسل... وبيار، لبنان الحرية التي رفع رايتها سمير وجورج ووليد وأنطوان. لبنان البطولة التي كُتبت بدم وسام ووسام، لبنان الاخلاص الذي زرعه محمد شطح. لبنان الذي ودّع رفيق، واستقبل وطنا أصغر من أن يُقسم وأكبر بكثير بكثير من أن يُبتلع.

لبنان هذا، لن نفرط فيه، ولن نساوم عليه، ولن نسمح لأحد أن يخطفه، هذا عهدنا، ووعدنا، لكم، لكل لبناني ولبنانية، ليبقى معنا رفيق، لآخر الطريق!

عندما بدأ رفيق الحريري بفكرة مصالحة اللبنانيين في عز الحرب الأهلية، كان الجميع يقول: هذه مصالحة مستحيلة.

عندما بدأ رفيق الحريري يرسم خطط إزالة ركام الحرب وإعادة بناء الدولة وإعادة إعمار البلد، كان الجميع يقول هذه مصالحة مستحيلة بين واقع الخراب والدمار وحلم النهوض والإزدهار.

عندما بدأ رفيق الحريري يلف العالم ليرمم علاقات لبنان كان الجميع يقول له هذه المصالحة المستحيلة بين تاريخ خطف الرهائن وتصدير العمليات الإرهابية وإعادة وضع لبنان على الخريطة الدولية.

عندما بدأ مشروع الإعمار والنهوض كان الجميع يقول هذه المصالحة المستحيلة بين آخر جبهة عربية مفتوحة مع إسرائيل وبين بناء اقتصاد حديث وقوي وجاذب للاستثمارات وفرص العمل.

رفيق الحريري رفض كل المستحيلات، وتغلب عليها، لإنه كان مؤمنا بكم أنتم، شباب وشابات كل لبنان. ولهذا السبب، لنفس السبب، نحن مستمرون بمشروع رفيق الحريري حتى عندما يقولون لنا عند كل مفترق، أن هذه مصالحة مستحيلة.

منذ اللحظة الأولى للاغتيال قلنا إننا نرفض الثأر ولا نريد إلا العدالة، ونجحنا بالمصالحة التي قالوا إنها مستحيلة بين الحقيقة وحماية السلم الأهلي.

وفي 7 أيار البغيض، الأسود، رفضنا الإنجرار للفتنة وقررنا أن نرد في صناديق الاقتراع ونجحنا بالمصالحة التي قالوا عنها مستحيلة بين رفض العنف والمذهبية وبين الحفاظ على وجودنا السياسي والشعبي والانتخابي.

وعندما اندلعت الثورة السورية، قلنا إن المصالحة ليست مستحيلة بين الوقوف إلى جانب الشعب السوري وحماية بلدنا من النيران المشتعلة في سوريا.

وعندما بدأ الإرهاب الداعشي يضرب العالم وبدأ العالم يخلط  بين الاسلام والإرهاب، قلنا إن المصالحة ليست مستحيلة بين أن نكون مؤمنين بالله وبرسوله، وبين أن نكون أول الواقفين في وجه الإرهاب المجرم الذي لا دين له.

وعندما نخر الفراغ بلدنا ودولتنا ومؤسساتنا على مدى 3 سنين تقريباً، دخلنا بالمصالحة التي كان الجميع يقول إنها مستحيلة بين إقفال صفحة الإنقسامات وانقاذ البلد والدولة والمؤسسات.

والنتيجة؟ هل لاحظتم أنتم أن لبنان يعيش بما يشبه معجزة صغيرة؟ في حين كل المحيط يغرق بالدم والنار والخراب واليأس، لبنان يعيش بالأمن والإستقرار والأمل؟ هذا طبعاً بفضل بطولات جيشنا وقوانا الأمنية، وبفضل قرار اللبنانيين بأن لا يعودوا ولا بأي شكل إلى إيام الحرب السوداء، ولكن أيضاً وقبل كل شي بفضل إستمرارنا، بعد 12 سنة، على خط رفيق الحريري وفكر رفيق الحريري ومشروع رفيق الحريري.

واليوم، بعد 12 سنة، نحن أتينا لنقول، نقول لرفيق الحريري ولكل اللبنانيين إننا مستمرون، ولا نقبل من أحد أن يقول لنا إن المصالحة مستحيلة بين حقيقة إغتياله وبين حلمنا للمستقبل، مستقبل لبنان ومستقبل كل لبناني وكل لبنانية!

لا نقبل أن يقول لنا أحد إن المصالحة مستحيلة بين التسوية لإنقاذ الوطن، وبين أن نخوض إنتخابات نيابية ونربح فيها!

لا نقبل أن يقول لنا أحد أن المصالحة مستحيلة بين تطبيق اتفاق الطائف وبين الوصول لدولة مدنية حديثة لا تميز بين أي من أبنائها.

لا نقبل أن يقول لنا أحد إن المصالحة مستحيلة بين التنمية والنهوض الاقتصادي وإستعادة دور لبنان وبين تلبية طموحات كل اللبنانيين من كل المناطق والطوائف والاتجاهات السياسية.

لماذا؟ هل عندما نهبط في مطار رفيق الحريري، في بيروت، ونمشي على الطرقات وتصلنا المياه والكهرباء والاتصالات والإنترنت، هل تسألنا البنى التحتية إذا كنا مسلمين أو مسيحيين، إذا كنا شيعة أو سنّة؟

عندما ألقى أبطال الجيش وقوى الأمن الداخلي القبض على إنتحاري "الكوستا" في بيروت، هل داروا على الطاولات يسألون الزبائن إذا كانوا من العاصمة أو من المناطق؟

أو إذا كانوا مع تيار المستقبل أو حركة أمل أو القوات أو التيار الوطني الحر؟

هذا هو مشروع رفيق الحريري، وهذا هو مشروعنا الحقيقي، وبهذا المشروع مستمرون، وبهذا المشروع سنذهب إلى الانتخابات وبهذا المشروع  سننتصر معكم جميعاً بإذن الله.

عشتم وعاش لبنان.

 

جميع الحقوق محفوظة ©      ملاحظة قانونية  |   إتصل بنا  |  خريطة الموقع
تم انجاز هذا الموقع بالتعاون مع مكتب وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية