Republic of Lebanon

الرئيس الحريري يقيم عشاء على شرف مجلس أمناء وإدارة الجامعة الأمريكية في بيروت

الخط + -
17 كانون الثاني 2017

أقام  رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مساء اليوم  في السراي الحكومي عشاء على شرف  مجلس أمناء وإدارة الجامعة الأمريكية في بيروت لإطلاق حملة "بكل جرأة: سعياً إلى الريادة والإبتكار والخدمة"، حضره الرئيس فؤاد السنيورة والوزراء: غسان حاصباني، مروان حمادة، جمال الجراح، يعقوب الصراف، جان أوغاسبيان، أيمن شقير، غطاس خوري، عناية عز الدين، معين المرعبي ورائد خوري، النائب بهية الحريري، السفيرة الأميركية أليزابيث ريتشارد، سفير الكويت عبد العال القناعي وعدد من النواب والسفراء العرب وأصدقاء الجامعة الأميركية وبينهم السيد مارون سمعان وشخصيات أكاديمية وتعليمية وفعاليات.

كلمة صايغ

استهل العشاء بالنشيد الوطني اللبناني ثم لقى نائب الرئيس التنفيذي لشؤون الطب في الجامعة الدكتور محمد صايغ الكلمة الاتية:

منذ تأسيسهما وحتى يومنا الحالي، تميّزت كلية الطب والمركز الطبي تاريخياً بأطباء ومعلمين ساهموا في بناء قدرات ومعارف الرعاية الصحية في لبنان وخارجه.

 وقبل انضمامي إلى المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت، كنت قد عملت مطوّلاً كطبيب-عالم في مجال زراعة الأعضاء وعلم المناعة. ووصلت إلى مرحلة في مسيرتي في كلية الطب بجامعة هارفارد كنت أدير فيها مركزاً كبيراً لزرع الأعضاء، وكنت أيضا رئيساً للجمعية الأميركية لزرع الأعضاء (AST)، حين عرضت عليّ فرصة العودة إلى دياري، لبنان والجامعة الأميركية في بيروت. على المستوى الشخصي، شعرت بأنني بحاجة إلى هذا النوع من الانتقال، وأنه يمكنني أن أتحدى نفسي لمعرفة ما يُمكن أن أحدثه من تأثير.

بدأت مسيرتي في العام 2009 فيما كنا نقوم بتطوير مبادرة طموحة للمركز الطبي للجامعة الأميركية في بيروت وللرعاية الصحية في لبنان والمنطقة، تحت اسم رؤية 2020، وهي مبادرة اعتمدها مجلس أمناء الجامعة في حزيران 2010 ولعبت دوراً محورياً في تغيير وجه الرعاية الصحية في لبنان والمنطقة. ومع التوسّع في المركز الطبي، باتت الجامعة الأميركية في بيروت قادرة على تلبية العديد من احتياجات المجتمع من خلال تأمين فرص عمل هائلة، أفادت الاقتصاد.

انطلقت رؤية 2020 على أساس الحاجة إلى إنشاء مراكز علاجية وبحثية جديدة مزوّدة بأفضل المعدّات وأحدث الممارسات. وأعطت معنىً جديداً للامتياز في الخدمة والرعاية الصحية المتقدمة في حين دمجت الشراكات الإقليمية والدولية.

انا مؤمن بقوة بأن "القيادة تعني إنشاء القادة". وبالتالي، فإن المحاور الرئيسية لرؤية 2020 تدمج القيادة والتميز والابتكار والشراكات والتوسع. ونحن ملتزمون بتعليم وتدريب طلاب الطب والمقيمين والممرضين والمتخصصين في الرعاية الصحية. اليوم، نحن نفتخر بأن لدينا حوالي خمسمئة إلى ألف فرد يتدربون في مختلف المستويات.

في السنوات القليلة الماضية، شهد المركز الطبي للجامعة الأميركية في بيروت إنشاء مباني فائقة التطوير، مثل مبنى سعاد وواصف الصواف، ومبنى الإدارة الطبية، ومركز حليم وعايدة دانيال الأكاديمي والعلاجي، بالإضافة إلى مراكز امتياز في علم الأورام، وعلم الأعصاب، والتصلب اللويحي، وسرطان الأطفال، فضلا عن برامج علاجية جديدة، وخدمات، ووحدات. وفي المستقبل، سيتم إنشاء مجمّع طبي جديد يضمّ نحو مئة وخمسين سريراً إضافياً.

ولعل عدم الاستقرار السياسي في البلاد والمنطقة هو من بين أصعب التحديات التي كنا نحاول التعايش معها طوال السنوات الماضية. ومن هذا المنطلق واجه تنفيذ رؤية 2020 تحديات متعددة. أكبر هذه التحديات كان جمع التبرعات واستقطاب أفراد من أصحاب الخبرة والكفاءة العالية إلى هيئة التدريس. ومع ذلك، ومنذ تموز 2009، انضم إلى كلية الطب أكثر من 150 فرداً من الأطباء والعلماء الرفيعي التخصص والانجاز، وهكذنا بدأنا بعكس هجرة الأدمغة. والقادمون إلينا تركوا العمل في الخارج في مؤسسات هي من أهم المؤسسات عالمياً.

 وانسجاما مع التزامنا بتعزيز العافية الاجتماعية والإنسانية للسكان في لبنان والمنطقة وخارجها، كرّسنا مساراً لدعم مرضى المحتاجين، أسواء كانوا من اللاجئين، أو مصابي الحروب، أو من غير القادرين ماليا. وبهذا المعنى، بقي شعارنا "حياتنا وقفٌ لكم".

آمل أن تنضموا إلينا في هذا المشروع المثير ونحن ننطلق في مسار جديد مع المبادرة التي بدأت مع عهد الرئيس فضلو خوري. إنه رؤيوي نشيط وملتزم، أطلق مشروعه الصحة 2025، لإعادة تشكيل محفظة الجامعة الأميركية في بيروت للصحة وجعلها نموذجاً مؤسسياً ينساب من دون عوائق، لتصبح الجامعة الأميركية في بيروت حرماً جامعياً للعلوم الصحية. وهذا ليس إلا شهادة على سعينا المستمر والرائد والذي سيُقَولِب أنظمة الرعاية الصحية في لبنان والمنطقة وخارجها لسنوات عديدة قادمة.

وتماشيا مع رؤية الجامعة الأميركية في بيروت للصحة، رؤية 2025، أنشأنا مكتب المبادرات الصحية الاستراتيجية بقيادة الدكتور شادي صالح، والذي سيوفر منصة مؤسساتية ستعزّز وتنمّي المبادرات والشراكات الاستراتيجية الصحية للتأثير على الصحة في المنطقة وخارجها . ويندرج كل ذلك في رؤيتنا للجامعة الأميركية في بيروت تقود لبنان والمنطقة في تقديم أعلى مستويات الجودة في الرعاية الصحية والتعليم للجميع.

وهنا أقول بفخر أن التحولات الجريئة تتطلب قرارات جريئة، وهذا هو هدف حملة رسملة الجامعة الأميركية في بيروت بقيادة الرئيس الدكتور فضلو خوري. وستؤثّر هذه الحملة على الاقتصاد اللبناني من مختلف الجوانب. وستدفع الجامعة الأميركية في بيروت ومركزها طبي إلى مستويات غير مسبوقة وستصبح شريكاً نشطا في النمو الاقتصادي للبنان. والحملة ترسم خطة طموحة للجامعة ولمستقبل لبنان من خلال خلق فرص العمل وتوفير حياة أفضل للمساهمة في إعادة بناء لبنان.

ختاماً أتقدّم بالشكر إلى دولة الرئيس سعد رفيق الحريري، الشاب الموهوب والمتعدد المواهب والملتزم باخلاص بعافية المجتمع اللبناني. وهو أثبث قدرته في السنوات الماضية على قهر التحديات واستعمالها كفرص ليزيد قوة. ورغم أن العقبات كانت عديدة، لم يتخلّ سعد الحريري عن حلم والده بتحويل لبنان إلى بلد حديث يبدو فيه بوضوح التحول المادي والانتعاش الاقتصادي في مختلف القطاعات، مع والوحدة الوطنية الصلبة. وأنا أود أن أشكره على تفانيه في قيادة بلاده على طريق العودة إلى مجدها السابق. شكرا لإيمانكم برسالة ورؤية الجامعة الأميركية في بيروت ولكونكم من الداعمين الشغوفين للتعليم والرعاية الطبية.

كلمة رئيس الجامعة

ثم ألقى رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري كلمة قال فيها:

منذ عشرين عاماً ونصف، عدت إلى لبنان للاحتفال التذكاري بوالدي الراحل، الدكتور رجا خوري، الذي كان رائداً عظيماً في خدمة لبنان والجامعة الأميركية في بيروت. في خطابي آنذاك، قرأت العبارة المشهورة لألفرد لورد تنيسون: رجل يأتي ويحرث الأرض، ثم يرقد تحتها. قرأتها كرسالة إخضاع الذات من أجل هدف أكبر. شرف وامتياز عظيمان لي أن تتاح لي الفرصة لأعود وأخدم لبنان والجامعة الأميركية في بيروت، بعد ثلاثة وثلاثين سنة من مغادرتي. لدينا فرصة كبيرة في الجامعة الأميركية في بيروت وفي لبنان، أكثر من قبل، لنصبح مجدداً مُحدثي التغيير في العالم العربي. لقد خلق الربيع العربي فرصا هائلة للحوار وللمناقشة ولتمكين المواطن. أن الربيع لم ينته بعد، على الرغم من أننا قد نكون حاليا في خريف هذا الربيع ، كما يقول بعض النقاد.

إن دور الجامعة الأميركية في بيروت كان دائما توفير التعليم العالي الجودة وحرية التعبير، في الأبحاث التحويلية وفي المواطَنة. وقد طلب منا رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء أن نشارك  في تنمية مواطَنة للبنان قد يمكن تسميتها مواطَنة ما بعد الطائفية، أو مواطَنة علمانية للغد. لا يترتب على هذه الرؤية تغيير آراء الناس السياسية. على العكس من ذلك، نحن نرحّب بكل حرية تعبير. لكن الجامعة الأميركية في بيروت هي وسيلة للفكر الحر الذي يوجَّه في نهاية المطاف في مجرى مركّز من التميز. إننا جامعة تعليمية وبحثية عظيمة، بنيت على مبدأ مستدام هو مبدأ خدمة المجتمع. وعلى مدى الأشهر الستة عشرة الماضية، زخّمنا الاحتفال بالذكرى المئة والخمسين وبادراك كل ما قامت به الجامعة من أجل طلابها للمساعدة في تغيير لبنان والأمة العربية والعالم إلى الأفضل. لقد بحثنا في وسائل جديدة لتركيز رؤيتنا لنخدم أبناء وطننا والعالم العربي بأفضل شكل ممكن. المبادئ التي اتفقنا عليها هي الشفافية، والمسؤولية، والتركيز، والاستدامة؛ والسعي بدون وجل إلى التميّز.

في مركزنا الطبي، والذي تزخّم العمل فيه بشكل كبير منذ العام 2010، نأمل في تطوير أول لبنة رئيسية من مركز عالمي لعلوم الصحة، من شأنه أن يخدم لبنان والعالم العربي، من أكثر المجتمعات حرماناً إلى أكثرها يُسراً على حد سواء. ومن علامات المؤسسة الأكاديمية الكبيرة أن تكون قادرة على توفير خدمات كبيرة حقا في مجال الطب والصحة لجميع الذين يقصدونها للمساعدة.

كذلك كبرت الدراسة ونمى التعليم في الجامعة على قدم وساق. وغالباً ما أُسأل ما أكثر ما فاجأني منذ بدء خدمتي كرئيس. وجوابي  تكراراً هو تميّز أفراد هيئة التدريس والموظفين والطلاب والخريجين وهم مواطنو الجامعة كل يوم. إنهم أفراد استثنائيون ومتفانون، يحملون اتجاهات رأي مختلفة و يأتون من مختلف مناحي الحياة، وهم في الواقع من بين المجتمعات الجامعية الأكثر تنوعا في العالم العربي. وحتى في أصعب المواقف التي مر بها لبنان خلال السنوات القليلة الماضية،  شكّل الطلاب  الدوليون 21 بالمئة من طلابنا، وهم  يأتون من 80 بلدا في جميع أنحاء العالم. وأكثر من 40٪ من طلابنا الجٌدد هم من بين نسبة 15٪ الأفضل في مدارسهم. وهذا يُشير بوضوح دامغ إلى أن مواطني هذه المنطقة وخارجها يؤمنون أشدّ الايمان بالرسالة التعليمية العظيمة للجامعة الأميركية في بيروت وبناءً عليه التزمنا بالعمل بشكل وثيق مع وكيل الشؤون الأكاديمية في االجامعة، ونائب الرئيس التنفيذي، والعمداء، والرئيس التنفيذي للعمليات، ونواب الرئيس ومجموعاتهم، وخصوصاً أعضاء هيئة التدريس المتميزين لتعزيز التعليم لدينا، ولتطوير المزيد من المواطنين القادة والرؤيويين للغد وبعده. ونحن في شراكة مع الجامعات البحثية الكبرى في لبنان والعالم في سعينا إلى التميز.
هذه الجهود أنتجت الزخم الذي شهدناه أمس، مع إطلاق حملة رسملة الجامعة الأميركية في بيروت، والتي دعيناها "بكل جرأة: سعياً إلى الريادة والإبتكار والخدمة". وقد تم تعزيز هذا الزخم إلى حد كبير مع الإعلان عن أكبر هبة تتلقاها الجامعة في تاريخها، وأنا ممتن للغاية لمؤسسة سمعان ، ولمارون سمعان نفسه الذي جعل الهبة ممكنة في سرعة قياسية. هذه الهبة ستكون حقا هبة تُحدث تحويلا.

أقول ذلك وأنا أتكلم أمام رئيس وزراء كان والده، وأسرته، مثله، داعمين لهذه الجامعة طوال ثلاثين عاماً. الرئيس الحريري ليس محايداً، إنه جزء من عائلة الجامعة الأميركية في بيروت، ونحن نشكره لجهره  بهذه الحقيقة، وهو قد ضاعف التزامه بهذه الجامعة.

أود أن أقول أننا نمد اليد إلى جميع أصحاب الإرادة الطيبة لأؤكد لهم إخلاصنا في تعليم أبنائهم، وفي خلق اقتصاديات جديدة وتطوير الأبحاث التحويلية التي يمكن أن تؤثر على اقتصاد لبنان والعالم العربي وخارجه، لتكون للجيل القادم "حياة وتكون حياةً أفضل" في تطبيق للشعار المحفور على بوابة الجامعة الرئيسية.

شكرا جزيلا.

كلمة رئيس مجلس الأمناء

ثم تحدث رئيس مجلس أمناء الجامعة الدكتور فيليب خوري فقال:

نيابة عن أقدم وأعرق الجامعات في لبنان والعالم العربي، أود أن أشكر رئيس الوزراء لاستضافته لنا هذا المساء في هذا السراي الرائع. إننا فخورون جداً بجذورنا اللبنانية، المتجذّرة  على عمق مئة وخمسين عاماً في هذا البلد الرائع. في العام الماضي، احتفلنا بتاريخ هذه الجامعة العظيم وإنجازاتها العديدة، وردّت الحكومة بالمثل وأكثر، فأصدرت طابعاً خاصاً بمناسبة الذكرى المئة والخمسين لتأسيس الجامعة الأميركية في بيروت، تماماً كما فعلت سابقا للاحتفال بمئويتنا. وبالإضافة إلى ذلك، قام حاكم مصرف لبنان رياض سلامة شخصيا بالإشراف على إصدار  مجموعة قطع نقدية فضية لا مثيل لها، للاحتفال بالعيد المئة والخمسين للجامعة. ومن المرجّح أن تفوز هذه القطع  بجائزة لجودتها. وأنا شخصياً لم أر مثلها في أي مكان في العالم. ونحن فخورون أيضاً بان حاكم مصرف لبنان وثلاثة من نوابه الأربعة هم من خريجي الجامعة الأميركية في بيروت.

أصحاب السعادة، السيدات والسادة، أنا هنا الليلة نيابة عن مجلس أمناء الجامعة الأميركية في بيروت  لأؤكد لكم التزامنا المطلق بالسعي لدفع الجامعة إلى مستويات أعلى من التميز.

في العام الماضي، فيما كنا نحتفل بالعيد المئة والخمسين الرائع للجامعة الأميركية في بيروت، كنا نقوم بمراجعة نقدية للذات. وهذه جعلتنا أقوى وأكثر تصميماً وتركيزاً على الهدف من أي وقت مضى. وأنا واثق أنه مع دعم هذا المجلس، ومع الإدارة القوية والحكيمة للرئيس خوري وقادته الكبار، ومع شراكتنا مع رئيس وزراء لبنان الملتزم منذ أمدٍ طويل بدعم الجامعة، وهو عضو في مجلس أمنائها، سنتمكّن من دعم هذه الجامعة العظيمة لتعود وتصبح مرة أخرى أكثر الجامعات تأثيرا في العالم العربي، وتعود بالخير العميم على لبنان. إن للجامعة الأميركية في بيروت قدرة لا يُستهان بها على خلق فرص أكبر وأكبر للتعليم والأبحاث النخبوية والمشاريع الاقتصادية والخدمات، للبنان والعالم العربي. وهذه الأهداف هي ركائز حملتنا الجديدة الطموحة التي أطلقناها أمس: حملة "بكل جرأة: سعياً إلى الريادة والإبتكار والخدمة".

أشكر رئيس الوزراء وفريقه بالنيابة عن مجلس أمناء الجامعة الأميركية في بيروت وقيادتها، وأتعهد لكم بأننا سنكون شركاء غير عاديين في رؤياكم العظيمة.

كلمة الرئيس الحريري

ثم ألقى الرئيس الحريري كلمة استهلها بالإنكليزية قائلا: "أثني على الشعار الذي اخترتموه بالأمس، وهو الجامعة الأميركية في بيروت بكل شجاعة، وأمنيتي أن يكون شعارنا جميعا كلبنانيين "لبنان بكل شجاعة".

ثم تحدث بالعربية وقال:

أصحاب الدولة والمعالي والسعادة،

أعضاء مجلس الأمناء

للجامعة الأميركية في بيروت،

حضرة الرئيس الدكتور فضلو خوري،

أيها الحفل الكريم.

يطيب لي أن أرحب بكم في هذه الأمسية المخصصة لدعم أكثر الجامعات عراقةً في لبنان، الجامعة الأميركية في بيروت.

أيها الأصدقاء،

إن شهادتي في الجامعة، كما يقال في بلدنا، هي شهادة مجروحة. فأنا فخور بكوني أميناً من أمنائها، كما كان والدي الرئيس الشهيد، رفيق الحريري، من قبلي. ودعمنا لها، يمتد لأكثر من 30 عاماً، على المستوين الشخصي والوطني. هذا الدعم ينطلق من إيماننا الراسخ، بأن التعليم العالي في لبنان، هو من أسرار الخلطة السحرية، التي تجعل من وطننا الصغير، نموذجاً للعيش المشترك والحرية والديمقراطية، وتجعل من الرأسمال البشري اللبناني، مورداً للتفوق والإبداع والمبادرة والإنجاز في المنطقة والعالم.

أيها الأصدقاء،

إن الجامعة الأميركية في بيروت، هي أكبر موظِّف في القطاع الخاص في لبنان، ومن مقاعدها يتخرج سنوياً، الطلاب الأكثر طلباً في القطاع الخاص في لبنان وعالمنا العربي. بهذه الصفة، فهي مورد ثمين من مواردنا الإقتصادية اللبنانية، وهي مصدر فخر وطننا وللعرب.

وعندما يُسأل أرباب العمل، في منطقة تمتد من جنوب إفريقيا إلى روسيا، ومن الهند إلى اليونان، يصنفون الجامعة بين المئة الأفضل في العالم، بمقياس نوعية الخريجين. إن مجلس إمناء الجامعة، ملتزم منذ نهاية الحرب الأهلية المشؤومة بضمان أفضل مستوىً عالمي في التعليم والأبحاث والخدمات في الجامعة الأميركية في بيروت. وفي 2010، تبنى مجلس الأمناء رؤية 2020 للمركز الطبي، التي تطور مركزاً طبياً جامعياً، بقيادة العميد الدكتور محمد الصايغ.

وفي العام 2015، انتخب المجلس أحد أمنائه، الدكتور فضلو خوري ليكون الرئيس السادس عشر للجامعة، وأول لبناني يتبوأ أعلى منصب في الجامعة الأميركية في بيروت، لتطوير رؤية جديدة للجامعة ككل.

وهو بدأ يضع مشروعاً، لا مثيل له في العالم العربي، يشمل الطب والصحة العامة، والهندسة البيو-طبية والتغذية والزراعة وغيرها. وكما شهدنا جميعاً بالأمس، فقد أطلقت الجامعة حملة تمويل، مبنية على رؤية استراتيجية، تمتد للعام 2030 وترسخ موقع الجامعة بين المئة الأفضل في العالم. وكان خير انطلاق لهذه الحملة، تسمية أفضل كليات الهندسة في العالم العربي بفضل هبة قدمها، أحد أمثلة النجاح اللبناني في العالم، السيد مارون سمعان، وهو خريج، قدم لجامعته أكبر هبة فردية بتاريخها، مشكورا.

أيها الحفل الكريم،

إن الرؤية الاستراتيجية الجديدة للجامعة الأميركية في بيروت تتضمن فرص عمل جديدة، وتوسيع مركز الجامعة الزراعي في سهل البقاع، إضافةً إلى برنامج مساعدات مالية يستقطب أفضل الطلاب للجامعة، ولجامعات لبنان المتفوقة الأخرى، بغض النظر عن قدراتهم المالية.

إن الحكومة اللبنانية عازمة على الشراكة مع الجامعة، بصفتها أفضل مراكز البحث في بلدنا لتحفيز الاقتصاد الجديد، الذي يوفر فرص العمل للشباب والشابات في لبنان. هذا إلتزام مني شخصياً، كما بصفتي رئيساً لمجلس الوزراء، لكي تبقى الجامعة الأميركية في بيروت مصدر الأفكار والأدمغة والمبادرات التي من شأنها تحسين مستوى العيش في لبنان وكل العالم العربي.

وفي المقابل، فإن الجامعة معنية بالشراكة مع كل جامعات لبنان لتطوير التعليم الجامعي عموماً، ودعم الجامعة اللبنانية بشكل خاص. كما أنها معنية أيضاً بالشراكة مع الجامعات على امتداد الوطن العربي لترسيخ دورها في إنتاج أجيال جديدة من العلماء والقادة العرب.

شكراً لزملائي في مجلس الأمناء، شكراً للهيئة التعليمية، وكل العاملين في الجامعة. شكراً للرئيس الدكتور فضلو خوري، على قيادته الناجحة للجامعة وشكراً للعميد محمد الصايغ على جهوده لجمعنا في هذه الأمسية، وشكراً للجامعة الأميركية في بيروت.

عشتم وعاش لبنان.

جميع الحقوق محفوظة ©      ملاحظة قانونية  |   إتصل بنا  |  خريطة الموقع
تم انجاز هذا الموقع بالتعاون مع مكتب وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية