Republic of Lebanon

الرئيس الحريري يقيم احتفالاً تكريمياً لأمين عام مجلس الوزراء وعدد من الموظفين بمناسبة إحالتهم إلى التقاعد

الخط + -
04 شباط 2019

اكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري انه اتخذ قرارا بالعمل ليل نهار لتعويض المرحلة السابقة الطويلة التي استغرقتها عملية تشكيل الحكومة  وقال: من يريد ان يقف ويعطل عملية الانتاج فعليه ان يزيح من الطريق واذا لم يفعل فانا مستمر ولو اصطدمت باي كان.

واشار الى "اننا لم نبدأ العمل بعد ومع ذلك بدأت المهاترات السياسية" مشددا على ان المواطن اللبناني قرف من هذه المهاترات وقرف سماع رأي حزب بحزب آخر موضحا " اننا اذا لم نعمل بفاعليه وننتج ونحقق مطالب الناس ونحلّ مشاكلهم سنذهب كلنا الى بيوتنا .

ورأى انه اذا اعتقد احد انه بزعامته يستطيع السير على المواطن اللبناني، فهذا لن يحصل لان هذا المواطن سيمشي علينا جميعا في النهاية اذا لم نعمل لمصلحته.

 

 كلام الرئيس  الحريري جاء خلال احتفال تكريمي اقامه قبل ظهر اليوم  في السراي الحكومي للامين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل والامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء سعدالله حمد والسيدتين سناء سيروان مديرة الشؤون الفنية في رئاسة مجلس الوزراء  وامال الناطور مراقب اول بمناسبة احالتهم الى التقاعد.

استهل الحفل بالنشيد الوطني اللبناني  ثم القى الرئيس الحريري كلمة بالمناسبة قال فيها:

تكاد تكون شهادتي بالأمين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل فيها نوع من المغالاة، نظرا لقربه مني وعمله الى جانبي في إدارة وتسيير اعمال مجلس الوزراء. ولكن الحقيقة تفرض عليّ ايفاءه حقه في هذه المناسبة التي تشكل فاصلا بين مرحلتين.

فؤاد فليفل يختصر مسيرة مضيئة من العمل الإداري الناجح منذ اكثر من ثلاثة عقود، فمن الهندسة الزراعية التي تخصص فيها ونجاحه في وضع قانون الزراعات البديلة في البقاع الشمالي منتصف تسعينات القرن الماضي بكل ما تعنيه هذه المسألة من تحديات ومخاطر، الى وضع قانون حماية المستهلك في لبنان والعالم العربي جنبا الى جنب مع الشهيد باسل فليحان، ثم توليه منصب محافظ جبل لبنان في مرحلة دقيقة وحساسة وصولا الى منصب الأمين العام لمجلس الوزراء خلفا للمرحوم القاضي الدكتور سهيل بوجي.

هذه باختصار المراكز التي تولاها فواد فليفل وكانت اخرها الأمانة العامة لمجلس الوزراء بكل ما تختزنه من مفاصل الدولة وقراراتها واسرارها

وللامانة، كان فواد فليفل متفانيا بعمله، عمل معي بكل اخلاص وكان خلوقا ومثابرا يعمل بصمت وبالفعل امينا كل الأمانة على مصلحة المواطنين ومصلحة الدولة، لطالما واكبني فؤاد فليفل في العمل وكنت اتصل به بعد منتصف الليل احيانا وكان حاضرا باستمرار ، اود ان اشكره على كل ما قام به وعلى وفائه وولائه للدولة وعلى حرصه على المال العام .نحن سنبقى مع بعضنا ونكمل المسيرة التي لا تزال طويلة امامنا.

كذلك نحن نكرم اليوم  اللواء سعدالله الحمد الذي تولى مهمة  الامين العام للمجلس الأعلى للدفاع منذ سنتين بعدما تقلّب في مناصب عديدة في الموسسة العسكرية وشغل سابقا منصب نائب مدير المخابرات في الجيش، في اصعب مراحل التفلت الأمني وتفشي ظاهرة الإرهاب على خلفية تداعيات الازمة السورية.

وشهادة حق تقال بان اللواء حمد قام بعمل دؤوب وجدي بكل ما تفرضه وظيفته من متطلبات للمهمات المكلّف بها. ولا يسعنا هنا الا ان ننوّه بما قام به سابقا ولاحقا للحفاظ على الامن والاستقرار ودعم متطلبات سيادة الدولة اللبنانية.

وهو انسان شجاع لا يخاف الاربه سبحانه وتعالى يقوم بوظيفته على اكمل وجه واذا طلب منه رئيس الحكومة القيام بعمل ما فانه يقوم به مهما يكن وانا اشكره على وفائه وعلى كل ما قام به ليس فقط من اجل رئاسة مجلس الوزراء ولكن من اجل الجيش ايضا والوطن وجميع اللبنانيين.
كذلك نكرم اليوم سناء سيروان وامال الناطور وهما سيدتان ستفتقدهما الإدارة الرسمية، ولكل منهما سجل حافل بالعمل الإداري الناجح وبمقتضيات الوظيفة العامة والحرص على الالتزام بالقوانين والحفاظ على مصلحة الدولة. وهذا يعني ان نضع الدولة امامنا وليس انفسنا ويا ليت كان هناك الكثير الاشخاص في الدولة الذين يقومون بذلك .

المهندسة سناء سيروان من وزارة البيئة الى رئاسة الحكومة تركت بصمات مضيئة بالنزاهة والنجاح والتعاون للنهوض بالعمل الإداري.

امال الناطور التي نجحت في مهامها في مجلس الخدمة المدنية اغنت العمل الإداري بخبرتها في رئاسة الحكومة ورسمت خارطة طريق لزملائها لتطوير العمل الإداري نحو الأفضل.

اضاف:اود ان اشكركم جميعا على كل العمل الذي قمتم به، صحيح انكم ستتقاعدون اليوم ولكنكم ستبقون معنا ان شاء الله دائما . انتم الجسم الذي يحرك الدولة في رئاسة الحكومة وفي الادارات العامة وانتم المحرك الاساسي للدولة. كل واحد منكم يقوم بواجبه وعليه ان يستمر في ذلك خاصة خلال المرحلة المقبلة التي ستكون مرحلة عمل وهناك الكثير مما يجب ان ننجزه.

علينا كذلك محاربة الفساد والهدر وكل اللبنانيين يعرفون ان هناك فسادا في لبنان، ونحن نعلم ذلك ايضا، لذا يجب علينا جميعا وخاصة انتم في الادارات العامة ان تحاربوا هذا الفساد الذي سيرثه اولادنا واولادكم اذا بقي على حاله ، ويجب علينا ان نورثهم صفحة جديدة للبنان جديد ليكملوا هذا المشوار.

الحمدلله وبعد مرور تسعة اشهر تمكنا من تشكيل الحكومة وكلكم تعلمون كم كان ذلك معقدا، ولم نبدا بعد بالعمل ومع ذلك بدات المهاترات السياسية.

المواطن اللبناني قرف من المهاترات السياسية وقرف ان يسمع راي حزب بحزب آخر، واذا  لم يستوعب البعض هذا الامر لغاية الان فسيستوعبه في الانتخابات المقبلة. اذا لم ننتج،  كلنا سنذهب الى بيوتنا. واذا اعتقد احد ان بزعامة يستطيع ان يمشي على  المواطن اللبناني، كلا فان المواطن اللبناني سيمشي علينا جميعا اذا لم ننتج. علينا ان نعمل،  وانا اتخذت قرارا بان "اشمر عن زنودي" واعمل ليل نهار ومن يريد ان يقف بوجهي ويعرقل عملية الانتاج ليس عليه الا ان يحيد جانبا، واذا لم يفعل فانا ساستمر  ولو اصطدمت باي كان. ساعمل لمصلحة المواطن اللبناني فقط واملي كبير بلبنان لانني اعرف شبابه وشاباته واعلم من هم وما هو معدنهم وانهم ليسوا  طائفيين ولا مذهبيين، وانهم يحبون لبنان ويريدون ان يبقوا ويعيشوا فيه. الجميع ملّ كلام السياسة الذي يدعي فيه البعض الدفاع عن طائفته تحت راية حقوق هذه الطائفة او تلك، ولكن الواقع هو غير ذلك فهذا الكلام هو لمصلحة حزبه او تمنياته.

 

فليلفل

بعدها تحدث فليفل فقال:

دولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري

معالي الوزراء

السادة النواب

الحضور الكريم

 

انه لشرف كبير لي أن أقف هنا اليوم، مكرماً منكم لبلوغي سن التقاعد، ولانتقالي من مرحلة مثقلة بالمسؤوليات وضوابط العمل، الى مرحلة جديدة.

أقف وتختلط في نفسي مشاعر ممزوجة بالمهابة والالفة وروح الصداقة التي جمعتني مع زملاء وأصدقاء من هذه الادارة ومن ادارات أخرى. وبالرغم من أن بلوغ هذه المحطة كان محتماً.وبالرغم من كل الاستعدادات التي اعددتها لمواجهة هذه المرحلة الجديدة في حياتي، أجدني وقد تزاحمت العبارات والكلمات واختلطت بالعبارات ويعجز اللسان عن التعبير عما يختلج في النفوس.

إنها سنّة الحياة التي تفرض علينا تسليم الأمانة للأجيال الطالعة، فكما تسلمنا الامانة ممن سبقنا، نحن اليوم نسلمها لغيرنا، وخير دليل على ذلك الشعار الذي ثبته الرئيس الشهيد رفيق الحريري على بعد امتار قليلة منا على مدخل السراي الكبير: "لو دامت لغيرك لما اتصلت اليك".

دولة الرئيس،

سنوات مرت كلمح البصر، إلا أن أجمل ما فيها انني عملت معكم وبتوجيهاتكم ولا اغالي ولا أجامل أن قلت أن هذه السنوات كانت أجمل وأثمن سنوات حياتي.

حين عينت أميناً عاماً لمجلس الوزراء تهيبت هذا التعيين، خاصة وأنني خلفت شخصية قانونية مميزة تركت بصمات مضيئة في رئاسة مجلس الوزراء، عنيت به القاضي الدكتور سهيل بوجي رحمه الله، إلا أن رعايتكم الكريمة ورعاية دولة الرئيس تمام سلام وتعاون ودعم سائر الزملاء الموظفين سهل علي المهمة. وكان همي دائماً أن أسلم الأمانة كما تسلمتها، لأيادٍ أمينة تحفظها.

وعندما توليتم رئاسة الحكومة السابقة وكان لي شرف العمل تحت رايتكم ادركت نقل المهام والصعوبات التي تعملون ليل نهار على تجاوزها وبرهنت أن الرجال الحقيقيين يظهرون وقت الشدائد وانت دائماً في مقدمتهم.

لقد تعاليتم يا دولة الرئيس على الجراح والتجريح وتساميتم وصبرتم ووضعتم نصب أعينكم مصلحة هذا الوطن وشعبه فوق كل المصالح ونأيتم عن المهاترات ووصلتم الليل بالنهار وسخرتم كل الامكانات والعلاقات والصداقات في سبيل تقدم وازدهار هذا الوطن.

وبفضل سعة صدركم ونهجكم المعتدل ورؤيتكم الثاقبة، جنبتم الوطن لهيب الحرائق المشتعلة من كل جانب وعبرتم به الى بر الامان، ونجحتم في ابقاء الآمال متوهجة بوطن مشرقٍ وغدٍ أفضل.

دولة الرئيس،

ليس غريباً عليكم ما تقومون به من جهود في سبيل هذا الوطن وشعبه وانت ابن الشهيد رفيق الحريري والمؤتمن على اكمال مسيرته، مسيرة بناء الدولة والانسان والنهوض بالوطن الى مراتب الدول المتقدمة.

أما أنتم أيها الزملاء والزميلات الأعزاء، فان الصورة لا تكتمل إلا إذا وفيتكم حقكم، لقد وصفتكم دائماً بأنكم الجندي المجهول الذي يعمل بصمت وبلا ضجيج.

بدعمكم وتعاونكم مارست مهامي ولولا اخلاصكم ووفائكم، لما نجحت، ولن انسى هذا الجميل الذي هو دين عليّ طوال حياتي لا سيما وانكم برهنتم انكم خير مثال للموظفين الاكفاء والمخلصين وهم الذين تحتاجهم سائر الادارات والمؤسسات للنهوض بالدولة اللبنانية.

كان عملكم يمتد أحياناً الى ساعة متأخرة من الليل غير آبهين بساعة الدوام كان همكم انجاز الملفات المكدسة على مكاتبكم فالشكر كل الشكر لكم ولما قدمتموه وللصورة المشرقة اتي اعطيت بفضلكم لهذه الادارة.

وفي هذه المناسبة لا بد أن أخص زوجتي العزيزة ليلى وأولادي الأعزاءليال احمد ومحمد بلفتة خاصة من القلب الى القلب،الذين تحملوا الكثير لانشغالي المتواصل بعملي وكانوا من الداعمين لي للنجاح في مهامي.تحملتم وعانيتم.

دولة الرئيس،

ان قلت شكراً فشكري اعجز من ان يوفيكم حقاً، انها لفتة كريمة منك فانا ما دمت معكم وفي وسطكم فلن أحس بغصة الفراق.

باسمي وباسم الزملاء المكرمين اتقدم من دولتكم بالشكر الجزيل لرعايتكم لهذا الحفل وأتعهد أن أكون دائماً على الوعد والوفاء واضعاً نفسي دائماً في خدمة دولتكم وفياً للمبادىء التي آمنت وعملت من أجلها.وفقكم الله ورعاكم ومتعكم بالصحة والعافية ودوام السؤدد.

عشتم وعاش لبنان.

وسام

 وفي نهاية الحفل منح  الرئيس الحريري باسم  رئيس الجمهورية ميشال عون الامين العام لمجلس الوزراء  وسام الارز الوطني من رتبة ضابط اكبر،كما سلم المحتفى بهم دروعا تذكارية عربون وفاء وتقدير.

 

جميع الحقوق محفوظة ©      ملاحظة قانونية  |   إتصل بنا  |  خريطة الموقع
تم انجاز هذا الموقع بالتعاون مع مكتب وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية