Republic of Lebanon

الرئيس الحريري في مجلس الوزراء: المنطقة تغلي وأي خطوة ناقصة يمكن أن تجر البلد الى منزلق خطير

الخط + -
05 كانون الأول 2017

في ما يلي نص المداخلة التي ادلى بها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في جلسة مجلس الوزراء التي عقدت ظهر اليوم في قصر بعبدا:

 

أشكر فخامة الرئيس على ادارته الحكيمة للازمة الاخيرة، ولكل الجهود التي شاركت فيها مكونات الحكومة لحماية الاستقرار.

آمل ان تشكل هذه الجلسة، فرصة جديدة للتضامن على حماية البلد. فكلنا نرى كيف أن المنطقة تغلي، ولا يجب أن يكون لدينا وهم بأن أي خطوة ناقصة يمكن أن تجر البلد الى منزلق خطير.

ما قمنا به حتى اليوم، كان قمة في المسؤولية... وأهم ما فيه أننا رفضنا الانجرار خلف شعارات ودعوات ليس لها وظيفة الا استدراج الفوضى للبنان.

 أنا رئيس مجلس وزراء لبنان واليوم هناك حكم إعدام بحقي في سوريا، وحزب الله مصنّف إرهابي في دول الخليج. كل ما أقوله هو أن نجنب البلد الدخول بصراعات المنطقة ونحافظ على استقرارنا.

 لكن هذا لا يعفينا من أن نرى المشكلة القائمة وملاحظات عدد من الدول الشقيقة، خصوصاً دول الخليج، التي وجهت لنا رسائل واضحة حول التدخل بشؤونها الداخلية.  هذا يعني أن هناك مشكلة لا يمكننا أن نقفز فوقها. وهذه المشكلة لا يجوز أن تستمر. التهجم على دول الخليج في الاعلام والسياسة أمر يهدد مصالح لبنان وخصوصاً مصالح اللبنانيين العاملين في الخليج.

 لقد بات لزاما علينا أن نضع يدنا على الموضوع، وأن نأخد قرارا نعلن فيه النأي بالنفس قولاً وفعلاً.

أي أنه يجب أن نقتنع أن التدخل بالشؤون الداخلية لدول الخليج له انعكاسات خطيرة على أوضاعنا وعلى مصالحنا.

إذا كنّا نرفض أن تتدخل اي دولة بشؤون لبنان فلا يجوز أن نقبل أن يتتدخل أي طرف لبناني بشؤون الدول العربية، وخصوصاً بشؤون دول الخليج العربي.

 مصلحتنا أن نحمي علاقاتنا التاريخية مع السعودية وكل الخليج، وأن لا نعطي أي ذريعة للمصطادين بالماء العكر لجر لبنان الى الفوضى.

أتمنى على الجميع أن يأخذوا هذه الامور بأعلى درجات المسؤولية، وأتمنى أن نفتح صفحة جديدة للبلد تحمي الاستقرار والعلاقات الأخوية مع البلاد العربية.

 نحن لسنا في مجال التأكيد على عروبة لبنان. هذا امر محسوم وليس موضع نقاش... واتفاق الطائف واضح وضوح الشمس... لكننا في مجال توجيه رسالة للاشقاء العرب بأن لبنان ليس في موقع التخريب على علاقاته العربية ولا في موقع توجيه الأذى لأي دولة عربية.

 التطورات في المنطقة توحي بوجود موجة جديدة من الصراع... ربما الصراع صار في نهاية الشوط، وعلى خط النهاية لا يجوز أن يسقط لبنان بموجة الفوضى.

 وانا من جهتي لن أضحي باستقرار البلد مهما كانت الظروف. سلامة لبنان وحمايته من الحرائق الامنية والمذهبية فوق كل اعتبار.

أتمنى من كل الاشقاء العرب أن يتفهموا اوضاع لبنان. الاشقاء العرب لم يتركونا في أصعب الأيام ... وتاريخ الدعم الخليجي للبنان يشهد عليه كل اللبنانيين.

وأتمنى اعتباراً من اليوم أن نجدد الثقة بعلاقاتنا، ونضع العلاقة مع الاشقاء على السكة الصحيحة.

وبالمناسبة، نحن امام تطور غير مسبوق في المنطقة. الادارة الأميركية على مشارف اعلان القدس عاصمة لإسرائيل. هذا التطور ستكون له انعكاسات، وفي حال حصوله، سيكون للحكومة موقف واضح، في إطار الموقف العربي الجامع الذي يؤكد على حق الشعب الفلسطيني بدولة مستقلة عاصمتها القدس.

 

جميع الحقوق محفوظة ©      ملاحظة قانونية  |   إتصل بنا  |  خريطة الموقع
تم انجاز هذا الموقع بالتعاون مع مكتب وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية